حقوق الوالدين
صفحة 1 من اصل 1
حقوق الوالدين
إسماعيل عمر الكوياني
بسم الله الرحمن الرحيم
وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا
صدق الله ألعظيم
هذه الآية الكريمة قرنت ألاحسان إلى ألوالدين بعبادة الله سبحانه تعالى وحده
ويقول ألإمام ألشافعي رحمه ألله :
لو لم ينزل من القرآن بحق ألوالدين إلا هذه الآية لكفت
و ألاحسان :إن تعبد ألله كـأنك تراه وأن لم تكن تراه فأنه يراك
و ألاحسان:أن تعفوا عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
وتصل من قطعك إي من قطع ألرحم
يقول صلى الله عليه وسلم:خلق الله ألخلق حتى إذا فرغ منهم قامت ألرحم فقالت:
هذا مقام ألعائذ بك من القطيعة
فقال الله سبحانه وتعالى:أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك
قالت: بلى
قال: فلك ذلك
وفي رواية أخرى:يقول تبارك وتعالى:أنا ألرحمن وهي الرحم شققت لها اسما من أسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :صل رحمك وان كان عدوك
وفي رواية أخرى: أفضل ألصدقة على ذي ألرحم ألكاشح
وعلى الرغم من كفر قريش وطغيانها واعتدائها على المسلمين قال:
والله لا تدعوني قريش إلى خطة يسألونني فيها صلة ألرحم ألا أعطيتهم إياها
والله سبحانه وتعالى يقول:
واتقوا ألله ألذي تساءلون به و ألأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
والشاعر يقول:
لأتعجل على أحد بظلم فأن ألظلم مرتعه وخيم
ولأتقطع أخ لك بذنب فأن ألذنب يغفره ألكريم
وشاعر آخر يقول:
لا يستوي في ألحكم عبدان واصل وعبد لأرحام القرابة قاطع
والمؤمن تجاه صلة ألرحم كالنخلة يرمونها بالحجارة وترميهم بالثمر
من أين تبدأ صلة ألرحم
وقد يسأل سائل من أين تبدأ صلة الرحم :
صلة ألرحم تبدأ بالوالدين حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى ألله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيئا أبرهما بعد موتهما
قال: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإكرام صديقيهما وصلة ألرحم التي لأتوصل إلا بهما
أين تنتهي صلة الرحم:
قد يسأل سائل أين تنتهي صلة ألرحم .يقول بعض ألعلماء صلة ألرحم درجات بعضها فوق بعض
حقوق ألوالدين على ألولد:
أبو هريرة رضي ألله عنه رأى رجلاً يمشي خلف رجل حيث كان الأب يمشي خلف ابنه فقال للابن:من هذا
قال: أبي
قال له أبو هريرة:لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمشي أمامه
ومن حق الوالدين على الولد هو ألإنفاق عليهما وأن يكون ألأنفاق خاليا من المن والأذى
شكا رجل إلى رسول ألله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه ياحذ ماله فدعابة فإذا هو شيخ كبير يتوكأ على عصا فسأله الرسول صلى ألله عليه وسلم
فقال:إن أبني كان ضعيفا وأنا قوي وكان فقيرا وانأ غني فكنت لأمنعه شيئا من مالي
واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله فبكى رسول ألله صلى ألله عليه وسلم وقال للولد:
أنت ومالك لأبيك
جاء رجل إلى رسول ألله صلى ألله عليه وسلم قال يارسول الله:
من أحق ألناس بحسن صحابتي
قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ثلاث مرات قال ثم من قال أبوك
والله سبحانه وتعالى قدم حق ألام على حق ألأب لان إلام تعاني من المشقة ثلاث مرات ليشاركها الأب وهي عند ألحمل والولادة والرضاعة
حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين
وفي آية أخرى:حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد ألبنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة ألسؤال وإضاعة ألمال
وهذا ألشعبي يقول:
ما أدركت أمي فأبرها ولكن لا أسبُ أحدا فيسبها
قد يسأل سائل لماذا يقول ألله سبحانه وتعالى :
يا أيها ألناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
والكل يعلم أن الإنسان مخلوق من ذكر وأنثى
هناك رأي يقول : إن العرب في ألجاهلية كانوا يتصورون أن الإنسان إنما يخلق من صلب الرجل وأن المرأة مجرد وعاء أو صندوق يحمل ألجنين تسعة أشهر فأراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لهم أن الإنسان مخلوق من حيمن الرجل وبويضة المرأة
وهناك من يفسر هذه الآية فيقول:
أن الله يذكر ألإنسان بأنه مخلوق من أبوين فعليه ألاحسان بهما وبالأخص عند ألكبر
إما يبلغن عندك ألكبر احدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما
إي قولا لينا لطيفا سالما من كل عيب
ثم يأمرنا ألله سبحانه وتعالى بالتذلل لهما والرحمة في ألأقوال والسكنات والحركات حيث قال:واخفض لهما جناح ألذل من ألرحمة
ولما كان ألإنسان لا يستطيع أن يوفي حق ألوالدين عليه إن يدعوا لهما بالرحمة ألدائمة وأن يذكر حنانهما في ألصغر وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
قد يسأل سائل هل طاعة الوالدين واجبة دائما وفي كل الأحوال:
طاعة ألوالدين واجبة ألا في معصية ألله حيث يقول ألرسول صلى ألله عليه وسلم:
لإطاعة لمخلوق في معصية الخالق
والله سبحانه وتعالى يقول :
وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في ألدنيا معروفا
أحب الإعمال إلى الله
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم :أي ألإعمال أحب إلى ألله
قال: الصلاة على وقتها قيل ثم أي قال بر ألوالدين قيل ثم أي قال ألجهاد في سبيل ألله
موقف ألأنبياء من بر ألوالدين
يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن ألأنبياء عليهم السلام ومواقفهم من بر ألوالدين وهم ألمثل إلا على وهم قدوة ألبشرية إلى يوم ألقيامة فعلينا أن نتأسى بأخلاقهم
ففي ألحديث عن يحيى عليه ألسلام قال:وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا
وفي ألحديث عن عيسى بن مريم قال:
إني عبد الله آتاني ألكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا
وهذا إبراهيم عليه ألسلام يوجه نصائح سديدة لأبيه فيقول له :
يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا
ثم يحذر والده من أخطر عدو للإنسان على سطح ألأرض فيقول
يا أبت لأتعبد ألشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا
ثم يحذر والده من عذاب ألله سبحانه وتعالى فيقول له :
يا أبت إني أخاف إن يمسك عذاب من ألرحمن فتكون للشيطان وليا
والده بدلا من أن يتقبل هذه ألنصائح أخذته ألعزة بالإثم فأخذ يتهدد ويتوعد إبراهيم فقال له
لئن لم تنته يا إبراهيم لارجمنك واهجرني مليا
فرد عليه إبراهيم بلطف وأدب
سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا
إي لا ينالك مني الأذى إما ألاستغفار فكان مجرد وعد من إبراهيم لأبيه ولكن عندما تبين لإبراهيم إن والده عدو لله تخلى عن هذا الوعد
وما كان استغفار إبراهيم لأبيه لاعن موعدة وعدها إياه فلما تبين انه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم
قد يسأل سائل هل يجوز للمسلم إن يستغفر للكافر :
نقول لا يجوز للمسلم إن يستغفر للكافر فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما زار قبر أمه قال : استأذنت ربي إن استغفر لها فلم يأذن لي وآذنته إن ازور قبرها فأذن لي
وهذا إسماعيل عليه السلام عندما قال له والده:
يأبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى
قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين
وانظروا إلى يوسف عليه السلام كيف يستقبل والديه عندما قدموا عليه من بلاد الشام :
فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصران شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا
وهذا نوح يدعوا لأبويه ويقول:
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين وللمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
لكن الإسلام لا ينسى حقوق الولد على الوالد و ألإسلام يعطي كل ذي حق حقه :
جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب فلتشتكى من أبنه فقال عمر: ائتوني بولده فجاءوا بالولد فسأله عمر: لماذا أنت عاق لوالدك فقال الولد ياأمير المؤمنين:
إن للأب حق على الولد أليس للولد حق على الوالد
قال عمر: نعم
قال:فما حق الولد على ألوالد
قال أن يختار له أمه وان يختار له اسمه وأن يعلمه كتاب ألله
قال ياأمير المؤمنين: أما أمي فهي زنجية كانت تحت مجوسي فهرب بها وأما اسمي فجعله وأما بالنسبة لكتاب الله فلم يعلمني حرفا واحدا
فالتفت عمر إلى والده فقال: والله لقد عققته قبل إن يعقك
وهذا رجل من السلف قال لأولاده:أحسنت إليكم قبل إن تولدوا وبعد إن ولدتم
قالوا:قد علمنا انك أحسنت ألينا بعد إن ولدنا ولكن كيف أحسنت ألينا قبل إن نولد
قال: اخترت لكم من ألأمهات من لاتعيرون بهن
والرسول صلى ألله عليه وسلم يقول:تخيروا لنطفكم فأن ألعرق دساس
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب ألعالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا
صدق الله ألعظيم
هذه الآية الكريمة قرنت ألاحسان إلى ألوالدين بعبادة الله سبحانه تعالى وحده
ويقول ألإمام ألشافعي رحمه ألله :
لو لم ينزل من القرآن بحق ألوالدين إلا هذه الآية لكفت
و ألاحسان :إن تعبد ألله كـأنك تراه وأن لم تكن تراه فأنه يراك
و ألاحسان:أن تعفوا عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
وتصل من قطعك إي من قطع ألرحم
يقول صلى الله عليه وسلم:خلق الله ألخلق حتى إذا فرغ منهم قامت ألرحم فقالت:
هذا مقام ألعائذ بك من القطيعة
فقال الله سبحانه وتعالى:أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك
قالت: بلى
قال: فلك ذلك
وفي رواية أخرى:يقول تبارك وتعالى:أنا ألرحمن وهي الرحم شققت لها اسما من أسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :صل رحمك وان كان عدوك
وفي رواية أخرى: أفضل ألصدقة على ذي ألرحم ألكاشح
وعلى الرغم من كفر قريش وطغيانها واعتدائها على المسلمين قال:
والله لا تدعوني قريش إلى خطة يسألونني فيها صلة ألرحم ألا أعطيتهم إياها
والله سبحانه وتعالى يقول:
واتقوا ألله ألذي تساءلون به و ألأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
والشاعر يقول:
لأتعجل على أحد بظلم فأن ألظلم مرتعه وخيم
ولأتقطع أخ لك بذنب فأن ألذنب يغفره ألكريم
وشاعر آخر يقول:
لا يستوي في ألحكم عبدان واصل وعبد لأرحام القرابة قاطع
والمؤمن تجاه صلة ألرحم كالنخلة يرمونها بالحجارة وترميهم بالثمر
من أين تبدأ صلة ألرحم
وقد يسأل سائل من أين تبدأ صلة الرحم :
صلة ألرحم تبدأ بالوالدين حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى ألله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيئا أبرهما بعد موتهما
قال: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإكرام صديقيهما وصلة ألرحم التي لأتوصل إلا بهما
أين تنتهي صلة الرحم:
قد يسأل سائل أين تنتهي صلة ألرحم .يقول بعض ألعلماء صلة ألرحم درجات بعضها فوق بعض
حقوق ألوالدين على ألولد:
أبو هريرة رضي ألله عنه رأى رجلاً يمشي خلف رجل حيث كان الأب يمشي خلف ابنه فقال للابن:من هذا
قال: أبي
قال له أبو هريرة:لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمشي أمامه
ومن حق الوالدين على الولد هو ألإنفاق عليهما وأن يكون ألأنفاق خاليا من المن والأذى
شكا رجل إلى رسول ألله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه ياحذ ماله فدعابة فإذا هو شيخ كبير يتوكأ على عصا فسأله الرسول صلى ألله عليه وسلم
فقال:إن أبني كان ضعيفا وأنا قوي وكان فقيرا وانأ غني فكنت لأمنعه شيئا من مالي
واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله فبكى رسول ألله صلى ألله عليه وسلم وقال للولد:
أنت ومالك لأبيك
جاء رجل إلى رسول ألله صلى ألله عليه وسلم قال يارسول الله:
من أحق ألناس بحسن صحابتي
قال: أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ثلاث مرات قال ثم من قال أبوك
والله سبحانه وتعالى قدم حق ألام على حق ألأب لان إلام تعاني من المشقة ثلاث مرات ليشاركها الأب وهي عند ألحمل والولادة والرضاعة
حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين
وفي آية أخرى:حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد ألبنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة ألسؤال وإضاعة ألمال
وهذا ألشعبي يقول:
ما أدركت أمي فأبرها ولكن لا أسبُ أحدا فيسبها
قد يسأل سائل لماذا يقول ألله سبحانه وتعالى :
يا أيها ألناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
والكل يعلم أن الإنسان مخلوق من ذكر وأنثى
هناك رأي يقول : إن العرب في ألجاهلية كانوا يتصورون أن الإنسان إنما يخلق من صلب الرجل وأن المرأة مجرد وعاء أو صندوق يحمل ألجنين تسعة أشهر فأراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لهم أن الإنسان مخلوق من حيمن الرجل وبويضة المرأة
وهناك من يفسر هذه الآية فيقول:
أن الله يذكر ألإنسان بأنه مخلوق من أبوين فعليه ألاحسان بهما وبالأخص عند ألكبر
إما يبلغن عندك ألكبر احدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما
إي قولا لينا لطيفا سالما من كل عيب
ثم يأمرنا ألله سبحانه وتعالى بالتذلل لهما والرحمة في ألأقوال والسكنات والحركات حيث قال:واخفض لهما جناح ألذل من ألرحمة
ولما كان ألإنسان لا يستطيع أن يوفي حق ألوالدين عليه إن يدعوا لهما بالرحمة ألدائمة وأن يذكر حنانهما في ألصغر وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
قد يسأل سائل هل طاعة الوالدين واجبة دائما وفي كل الأحوال:
طاعة ألوالدين واجبة ألا في معصية ألله حيث يقول ألرسول صلى ألله عليه وسلم:
لإطاعة لمخلوق في معصية الخالق
والله سبحانه وتعالى يقول :
وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في ألدنيا معروفا
أحب الإعمال إلى الله
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم :أي ألإعمال أحب إلى ألله
قال: الصلاة على وقتها قيل ثم أي قال بر ألوالدين قيل ثم أي قال ألجهاد في سبيل ألله
موقف ألأنبياء من بر ألوالدين
يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن ألأنبياء عليهم السلام ومواقفهم من بر ألوالدين وهم ألمثل إلا على وهم قدوة ألبشرية إلى يوم ألقيامة فعلينا أن نتأسى بأخلاقهم
ففي ألحديث عن يحيى عليه ألسلام قال:وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا
وفي ألحديث عن عيسى بن مريم قال:
إني عبد الله آتاني ألكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا
وهذا إبراهيم عليه ألسلام يوجه نصائح سديدة لأبيه فيقول له :
يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا
ثم يحذر والده من أخطر عدو للإنسان على سطح ألأرض فيقول
يا أبت لأتعبد ألشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا
ثم يحذر والده من عذاب ألله سبحانه وتعالى فيقول له :
يا أبت إني أخاف إن يمسك عذاب من ألرحمن فتكون للشيطان وليا
والده بدلا من أن يتقبل هذه ألنصائح أخذته ألعزة بالإثم فأخذ يتهدد ويتوعد إبراهيم فقال له
لئن لم تنته يا إبراهيم لارجمنك واهجرني مليا
فرد عليه إبراهيم بلطف وأدب
سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا
إي لا ينالك مني الأذى إما ألاستغفار فكان مجرد وعد من إبراهيم لأبيه ولكن عندما تبين لإبراهيم إن والده عدو لله تخلى عن هذا الوعد
وما كان استغفار إبراهيم لأبيه لاعن موعدة وعدها إياه فلما تبين انه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم
قد يسأل سائل هل يجوز للمسلم إن يستغفر للكافر :
نقول لا يجوز للمسلم إن يستغفر للكافر فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما زار قبر أمه قال : استأذنت ربي إن استغفر لها فلم يأذن لي وآذنته إن ازور قبرها فأذن لي
وهذا إسماعيل عليه السلام عندما قال له والده:
يأبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى
قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين
وانظروا إلى يوسف عليه السلام كيف يستقبل والديه عندما قدموا عليه من بلاد الشام :
فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصران شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا
وهذا نوح يدعوا لأبويه ويقول:
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين وللمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
لكن الإسلام لا ينسى حقوق الولد على الوالد و ألإسلام يعطي كل ذي حق حقه :
جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب فلتشتكى من أبنه فقال عمر: ائتوني بولده فجاءوا بالولد فسأله عمر: لماذا أنت عاق لوالدك فقال الولد ياأمير المؤمنين:
إن للأب حق على الولد أليس للولد حق على الوالد
قال عمر: نعم
قال:فما حق الولد على ألوالد
قال أن يختار له أمه وان يختار له اسمه وأن يعلمه كتاب ألله
قال ياأمير المؤمنين: أما أمي فهي زنجية كانت تحت مجوسي فهرب بها وأما اسمي فجعله وأما بالنسبة لكتاب الله فلم يعلمني حرفا واحدا
فالتفت عمر إلى والده فقال: والله لقد عققته قبل إن يعقك
وهذا رجل من السلف قال لأولاده:أحسنت إليكم قبل إن تولدوا وبعد إن ولدتم
قالوا:قد علمنا انك أحسنت ألينا بعد إن ولدنا ولكن كيف أحسنت ألينا قبل إن نولد
قال: اخترت لكم من ألأمهات من لاتعيرون بهن
والرسول صلى ألله عليه وسلم يقول:تخيروا لنطفكم فأن ألعرق دساس
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب ألعالمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى